الكثير قرأ عن الحياة الاسرية كالعلاقة الابوية (بين الآباء و الابناء )و العلاقة الاخوية (بين الاخوة فى البيت الواحد ) و العلاقة الزوجية (بين الزوجين)
بالرغم من ان الذكاء العاطفى عامل مؤثر فى علاقات الانسان المختلفة سواء كانت علاقته بنفسه او علاقاته بغيره كعلاقات الصداقة او علاقات العمل او غيرها و لكنى اعتقد تماما ان النجاح الحقيقى فى بناء العلاقات الاجتماعية يبدأ من البيت و السعادة الحقيقية للانسان تبدا من سعادته فى بيته
لماذا ؟
لان شخصية الانسان الحقيقية تظهر فى بيته فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (خيركم خيركم لاهله و انا خيركم لاهلى ) .لاننا يمكن ان نتجمل خارج البيت و لكننا نبدو على حقيقتنا داخل البيت
و لذلك فالخيرية الحقيقية للانسان و اخلاقه الحقيقية و مهاراته فى التعامل مع الناس تظهر بين اهله اولا
و يقول صلى الله عليه و سلم (لقد طاف بآل محمد نساء يشكون ازواجهن ليس اولئك بخياركم )و لا يعنى ان الامر يتعلق بالرجال فقط بل بالنساء ايضا
و لذلك فانك عندما تجد خللا ما فى علاقاتك الاسرية فاعلم تماما ان لديك بعض القصور فى مهاراتك العاطفية و الاجتماعية
و لا يحتج أحد فيقول :امى قاسية و آخر يقول :ابى يكرهنى و زوجة تقول :زوجى سئ الطباع و اخرى تقول :ولدى عنيد و أخر يقول زوجتى بشعة
فعندما نتعلم مهارات الذكاء العاطفى سنكون اكثر قدرة على قراءة الآخرين والتعامل و التعاطف و تفهم و تقبل مختلف الشخصيات بجميلها و قبيحها ....فلكل انسان مميزاته و عيوبه
ومع استمرار التدريب سنكون اكثر قدرة ليس على التعاطف والتعامل مع الاخرين فحسب بل على التأثير فيهم وتغييرهم نحو الافضل ...فانك بتفهمك و تقبلك لهم ستكون اكثر قدرة على معرفة نقاط الضعف لديهم و ستمتلك مفاتيح التغيير فى شخصياتهم
وبداية فاننا سنكون اكثر قدرة على تفهم انفسنا التى بين جنبينا ثم تحمل المسؤولية فى اصلاح مثل هذه العلاقات المضطربة و بالتالى سنكون اكثر قدرة على اصلاحها بتغيير انفسنا اولا بدلا من انتظار ان يتغير الآخر
نعم اخوانى اننا كثيرا ما نجهل ماذا نريد ؟ أو نفقد القدرة على التعبير عما نريد ثم نشكو ان الاخرين لا يفهموننا ...لاننا فى الواقع لا نفهم انفسنا و لا نعبر عنها فكيف يفهمنا الآخرون ؟
و عندما نتعلم مهارات الذكاء العاطفى سنكون اكثر قدرة ليس على معرفة ذواتنا فقط بل على اصلاحها و تحسين الخلل فيها ايا كان هذا الخلل و عندما نستطيع التحكم فى ذواتنا فمن المؤكد ستنصلح الكثير من علاقاتنا حسب القانون الالهى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )
و لذلك فان امتلكت القدرة على تغيير نفسك فانت مؤهل بعون الله بامتلاك القدرة على تغيير الآخرين
و هكذا نتدرج سويا فى درجات الذكاء العاطفى حتى نصل الى القمم حيث يتربع الانبياء و المصلحون و العلماء و الدعاة المغيرون وجه التاريخ و حياة الامم عسى الله ان يجمعنا بهم جميعا فى الفردوس الاعلى
(اولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا )
اللهم آمين